رئيس وحدة صحة البيئة: حليب شركة الألبان الكويتية غير صالح للاستهلاك الآدمي

انشغل موقع التواصل الاجتماعي تويتر أمس بخبر عدم صلاحية الحليب الطازج من إنتاج الشركة الكويتية للألبان للاستخدام الآدمي. حيث كان قد انتشر كتاب موجه من د. محمد السعيدان رئيس وحدة صحة البيئة التابعة لإدارة الصحة العامة في وزارة الصحة إلى مدير إدارة التغذية والإطعام في الوزارة مفاده أن عينات الحليب التي تم سحبها من المستشفيات ومن مقر الشركة غير صالحة للاستهلاك الآدمي لاحتوائها على بقايا مضادات حيوية بنسبة أعلى من النسبة المسموح بها وفق المواصفات القياسية العالمية.

وحول نفس الموضوع، أصدر اتحاد منتجي الألبان الطازجة بيانا أكد فيه أن ما جاء في كتاب السعيدان غير صحيح، حيث أن جميع الشركات الكويتية المصنعة للحليب الطازج تلتزم ببرنامج فحص دقيق للحليب في المزارع قبل استلامه وتوريده إلى المصنع. كما أن منتجات الحليب الكويتية حسب البيان يتم فحصها بشكل دوري في مختبرات وزارة الصحة والهيئة العامة لشؤن الزراعة والثروة السمكية، وبلدية الكويت والهيئه العامه للغذاء والتغذية. هذا وطالب بيان اتحاد منتجي الألبان الطازجة وزارة الصحة بالتحقيق الفوري في من يقف وراء تسريب الكتاب المشار إليه، خاصة أن الجهتين المتراسلتين يتبعان قطاع الصحة العامة وترأسهما د. ماجدة القطان وكيل وزارة الصحة المساعد لشؤون الصحة العامة.

وحول ذات الموضوع، نشرت وزارة الصحة بيانا يؤكد بأن الفحص الذي تم إجراؤه على العينات هو إجراء داخلي تقوم به الوزارة بشكل دوري، وأن العينات التي تم فحصها هي عينات الحليب الطازج التي تم توريدها إلى مطابخ المركزية التي تقدم الوجبات للمرضى في مستشفيات وزارة الصحة للتأكد من سلامتها، وأنه بعد الفحص تبين أن العينات الواردة من إحدى شركات الألبان الطازجة غير صالحة للاستهلاك الآدمي. كما أكد البيان أن هذا الفحص لا يخص عينات المصانع حيث أكد سلامة جميع العينات من المصانع المنتجة للألبان. كما أكد البيان أن جميع المنتجات الكويتية والمواد الغذائية الكويتية التي تطرح في الأسواق سليمة وصالحة للاستهلاك الآدمي.

حيث شككت مصادر في مدى دقة بيان وزارة الصحة حيث أنه بدى واضحا حسب وصف المصادر أن البيان تمت صياغته بسرعة وبشكل يرضي الشركات ولا يؤثر سلبا على مبيعاتها. حيث كان واضحا في كتاب رئيس وحدة صحة البيئة الممهور بتوقيع د. محمد السعيدان أن العينات تم سحبها من المستشفيات وكذلك من مقر الشركة الكويتية للألبان في الصليبية خلال الفترة من 9 إلى 23 يوليو الجاري، كما أشار الكتاب إلى أن العينات تحتوي على بقايا مضادات حيوية بنسب عالية مما يجعلها غير صالحة للاستهلاك الآدمي.

كما أشار مراقبون إلى توجيه الكتاب من رئيس وحدة في إدارة الصحة العامة في وزارة الصحة إلى مدير إدارة التغذية والإطعام دون مرور الكتاب على مدير إدارة الصحة العامة، خاصة وأن مدير إدارة الصحة العامة مسؤول عن إبلاغ جهات أخرى عن ما تضمنه الكتاب من عدم صلاحية المنتجات للاستهلاك الآدمي كبلدية الكويت والهيئة العامة لشؤون الزراعة والثروة السمكية، حيث أن هناك إجراءات يجب على هذه الجهات القيام بها حيال هذا البلاغ. إلا أن طريقة توجيه الكتاب من رئيس وحدة في إدارة الصحة العامة مباشرة إلى مدير إدارة التغذية والإطعام حالت دون علم مدير إدارة الصحة العامة عن محتوى الكتاب إلا من خلال وسائل التواصل الاجتماعي. كما أشارت مصادر إلى أن اهتمام وحدة صحة البيئة كما هو ظاهر في كتاب رئيس الوحدة هو اهتمام داخلي، داخل وزارة الصحة ومرافقها من مستشفيات وإدارات مركزية، ولم يظهر في كتاب رئيس الوحدة الاهتمام الواجب تجاه المجتمع من مستهلكين ومواطنين، حيث اهتم رئيس وحدة صحة البيئة بإبلاغ إدارة التغذية والإطعام لوقف صرف منتجات الحليب المودعة في مطابخ وزارة الصحة دون إبلاغ الجهات الأخرى ذات العلاقة والتي يوجب القانون إبلاغها مثل بلدية الكويت لتتخذ فورا إجراءات احترازية تحول دون وقوع ضرر أكبر على المواطنين.

وأشارت المصادر إلى أن هذه ليست المرة الأولى التي يوجه بها رئيس وحدة في إدارة الصحة العامة كتبه إلى مدراء إدارات أخرى أو حتى إلى الوكيل المساعد للصحة العامة، وعزت مصادر هذا النهج من تخطي المسؤول المباشر إلى د. ماجدة القطان الوكيل المساعد للصحة العامة، حيث أن القفز على المسؤولين المباشرين لم يكن موجودا حينما كان د. قيس الدويري وكيلا مساعد لشؤون الصحة العامة. وأشارت المصادر إلى أن هذه الطريقة في توجيه الكتب جاءت منذ تولي القطان لمسؤوليات قطاع الصحة العامة في وزارة الصحة، حيث اعتادت على توجيه الكتب مباشرة إلى رؤساء المكاتب والأقسام والوحدات التابعة لإدارة الصحة العامة دون مرورها على مدير الإدارة.

كتاب د. محمد السعيدان رئيس وحدة صحة البيئة

بيان اتحاد منتجي الألبان الطازجة

بيان وزارة الصحة