المشاريع الصحية الجديدة .. هل تدخل في دائرة الإهمال؟

مع استلام وزارة الصحة لعدد من المشروعات الصحية العملاقة مثل مدينة الجهراء الطبية ومستشفى جابر واستعدادها لاستلام وتشغيل مباني جديدة بمستشفى الفروانية و ‏مستشفى ابن سينا و مستشفى الأميري ومركز الكويت للسرطان ومستشفى الصباح الجديد ومستشفى العدان ومستشفى الامراض السارية ومستشفى الطب الطبيعي ومستشفى مدينة صباح الأحمد، تواجه الوزارة عدة تحديات لتشغيل وإدارة هذه المشاريع.

ولعل أوضح هذه التحديات والمعوقات هو نقص الكوادر الفنيه والاداريه اللازمة لتشغيل هذه المشاريع من ناحية وغياب أنظمة الرقابة والصيانة المطلوبة لتشغيل مشاريع بحجم المشاريع التي استلمتها الوزارة مؤخراً، وهو ما أفادت به إجابة وزير الصحة الشيخ د. باسل الصباح على سؤال برلماني موجه من النائب عسكر العنزي بشأن العقبات التي تواجه وزارة الصحة في تشغيل مشاريعها التطويرية والإنشائية.

وتساءلت مصادر عن مدى استعداد وزارة الصحة لتشغيل مشاريع صحية كبرى خاصة مع وجود هواجس حقيقية عن كيفية إدارة هذه المرافق وصيانتها من الناحية الفنية والهندسية. وتساءلت المصادر عن سياسة الوزارة في صيانة مباني المشاريع العملاقة خصوصاً مع استلام الوزارة الوشيك لعدد كبير من المباني الضخمة من عدة شركات مقاولات، في ظل العقلية البالية التي تشرف على صيانة مرافق الوزارة. حيث علقت المصادر أن معظم المهندسين العاملين في وزارة الصحة لا يمتلكون الخبرة المطلوبة في هندسة المباني الحديثة أو التعامل مع أنظمة الحريق والإنذار والاتصالات والمراقبة الحديثة.

وعلقت المصادر إلى أن هناك فراغاً بين المهارات والخبرات التي تمتلكها شركات إنشاء وتنفيذ المشاريع وبين الجهاز الهندسي المسئول عن صيانتها في وزارة الصحة. رئيس أحد أكبر المكاتب الهندسية التابعة لوزارة الصحة قد عزا تدني أحوال المرافق الصحية في وزارة الصحة إلى الاستخدام السيئ لهذه المرافق من قبل المراجعين، ولم يدرك أن اغلب هؤلاء المراجعين يترددون على الكثير من المرافق العامة والتجارية التي ما زالت تحتفظ برونقها ولم تتدنى أحوالها كما أكد عن أحوال المرافق الصحية، متجاهلا ان المرافق الصحية مصممة في المقام الاول لتردد المراجعين من فئات مختلفة.

وتساءلت المصادر هل نقفل الباب أمام المراجعين لتحتفظ المرافق الصحية برونقها؟ هل نحول هذه المرافق الصحية لمتاحف للتفرج فقط لكي تحتفظ بجمالها؟ هل مصير هذه المشروعات الصحية الجديدة كسابقاتها من المرافق الصحية المتهالكة؟ أم يجب على قطاع المشاريع الهندسية في وزارة الصحة إعادة النظر في سياسة صيانة المباني والمرافق، خاصة أن المراجعين هم ذاتهم لن يتغيروا مع افتتاح المباني الجديدة. هل ستدخل المشاريع الصحية الجديدة – والتي كلفت المال العام مئات الملايين – هل ستدخل في دائرة الإهمال؟